يصادف اليوم الثلاثاء اليوم العالمي للتطوع، حيث حددت الأمم المتحدة الخامس من شهر كانون أول من كل عام يوما عالميا للتطوع
وبهذه المناسبة قال الاختصاصي الاجتماعي مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان أن هذه المناسبة تأتي هذا العام مع استمرار حرب الابادة على قطاع غزة. والتي ورغم بشاعتها أبرزت جوانب مشرقة عديدة عند أهالي قطاع غزة خاصة.
وأن من اعظم الصور وأكثرها إنسانية التي يتابعها العالم صورة التكافل والتعاون والتعاضد التي يتحلى بها أهالي غزة.
ويقول سرحان: رغم إستمرار الحرب وشح المياه والطعام والوقود وهدم المنازل إلا أن أهالي غزة يسطرون اروع النماذج ليس فقط في التضحية والصبر بل في المبادرة للتطوع.
ويقول: مع تزايد أعداد البيوت المدمرة فتح الكثيرون من الاهالي بيوتهم لاستقبال من هدمت منازلهم دون مقابل بل ويقدمون لهم ما تيسر من طعام على ندرته وماء على قلته ويقدمون الغطاء والملابس.
وهنالك من اقاموا مخابز بسيطة فوق الركام ليصنعوا الخبز فيما تبقى من طحين ليقدم للاهالي الذين منع الاحتلال المجرم عنهم إمدادات الخبز، كما منع دخول الطحين والوقود. ورجل مسن يقوم "بتصنيع" أفران صغيرة من الطين لتستعين بها النساء في إعداد الخبز دون مقابل.
ومحلات تجارية فتحت أبوابها لتقديم ما يحتاجه أهالي غزة دون مقابل.
وقال سرحان: من أهالي غزة من تكفلوا بإعداد وجبات من الطعام يتكفل بتكاليفها بعض من الميسرين من أبناء القطاع.
ويقول:
ومع تزايد القصف والعدوان وزيادة حجم الدمار وحرب الإبادة وقصف سيارات الإسعاف يبادر الاهالي لنقل الجرحى والشهداء بسياراتهم الخاصة إلى ما تبقى من الأجزاء المدمرة من المستشفيات والمراكز الطبية.
بل إن العربات التي تجرها الدواب لم تتخلف عن واجبها في ظل العجز العالمي والصمت والتآمر.
وما أن يتوقف القصف قليلا في منطقة حتى يخرج الشباب والأطفال لإزالة ما يستطيعون من الأنقاض بأيديهم نظرا لعدم قدرة كوادر الدفاع المدني على الوصول إلى الأماكن المدمرة إما لإغلاق الطرقات أو تعرضها للقصف أو لعدم توفر الوقود لعمل ما تبقى من سيارات الدفاع المدني والاسعاف.
ويقول سرحان: الأطباء والممرضين والعاملين في الحقل الصحي من المتقاعدين وغير العاملين التحقوا بما تبقى من مستشفيات ومراكز صحية لينالوا شرف مداواة جراح أهلهم وإخوانهم، بل ومشاركة من لديه أبسط قدرة على الإسعاف وتضميد الجراح
ويقول لعل الصورة الاعظم في اليوم العالمي للتطوع رجال غزة وشبابها الذين يتطوعون لصد العدوان ومواجهة الغزاة ويقدمون أرواحهم في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض الكرامة.
فالتطوع في سبيل الدفاع عن الأوطان هو أسمى أنواع التطوع.
ويقول الدماء والاشلاء والدمار لم تمنع هذا الشعب من أن يقدم أفضل ما لديه.
هذه المعنويات العالية والاستعداد للتطوع في أقسى واصعب الظروف ليس هبة مؤقته أو فزعة؛ بل هو منهج حياة نتاج تربية إيمانية لسنوات، ثمارها يراها العالم أجمع العدو قبل الصديق.
ويقول سرحان في الأردن الأقرب لفلسطين والأكثر تفاعلا مع القضية الفلسطينية وقضايا الأمة مبادرات متعددة للتبرع بالدم والمال وتقديم العون الطبي والمواد الغذائية والطبية والالبسة حيث وصلت قوافلها الى القطاع وما زالت مستمرة.
واهل الاختصاص من اطباء وممرضين ينتظرون السماح لهم بالعبور إلى غزة للمشاركة في معالجة الجرحى والمصابين ومداواة المرضى.
وآخرون يتمنون أن يسمح لهم بالوصول إلى غزة ليقوموا بالمساعدة في رفع الركام وتنظيف الساحات ليقدموا أبسط القليل في معركة الأمة.
وفي كثير من دول العالم من يتطوعون لتقديم الدعم المادي والعيني والدواء ويطلبون إيصالها لأهالي قطاع غزة.